الانسان المصري المعاصر بين إكسير الحياة و اسعار البطاطس و الخيار
الأحد, نوفمبر 11, 2018
صحيت من النوم الساعة ١٠ الصبح جعان فتحت التلاجة ادور على حاجة افطر بيها لقيت علبة زبادي معفنة و شوية عيش ناشف..قلت ما بدهاش بقى وعقدت العزم والنية اني انزل السوق اجيب لوازم المطبخ و التلاجة.
وبالفعل لبست البطلون و التشيرت و الشبشب ونزلت.
وأنا في الطريق للسوق - مش عارف ليه - الفلسفات العميقة العقيمة فضلت تطاردني؟! وتحديدا فكرة اساسية حضرت في دماغي وما رضيتش تنصرف.
صراع الانسان الأزلي مع الزمن و الموت
هل فعلا ممكن يجي وقت على الإنسان ومع التقدم العلمي المستمر ويقدر يكتشف أو يخترع إكسير الحياة اللي كان من أحلام الفلاسفة والأطباء في العصور الوسطى.
واللي من خصائصه انه يمد الانسان بقوة عجيبة تمنع عنه المرض والشيخوخة.
طيب لو قدر الإنسان يكتشف إكسير الحياة وبقى في متناول الجميع ازاي هنقدر نعيش على كوكب الأرض مع التكدس السكاني الرهيب المتوقع..؟ طيب هل ساعتها هنضطر نغزو الفضاء ونستصلح الكواكب المجاورة؟
ازاي الواحد هيقدر يطيق يعيش إلى مالا نهاية اصلا مع العلم ان فيه ناس بتنتحر من الملل أو فقدان المعنى أو عدم القدرة على استيعاب الحياة؟
هل الإنسان ساعتها هيتحول لزومبي بلا عقل او مشاعر؟
فضلت سرحان كده والأسئلة رايحة وجاية مش عارف اهشها لحد لما وصلت السوق.
...
و وقعت على صخرة الواقع وانصدمت.
وفضلت واقف في نص السوق.. حسيت بالوحشة والصمت و الوحدة على الرغم من الضجيج و الزحام حسيت ان السوق كله بيلف حواليه وانا واقف كما الغريق في دوامة في البحر الغميق.. كل الخضار و الفواكه كانوا بيلفوا حواليه
البطاطس
والطماطم
والخيار.
العيل الصغير اللي ماسك في طرف جلبيه امه
البياع اللي بينادي
والكلاب الضالة..
الكل عمال يلف.. والدوامة عمال توسع وتوسع...
وفجاءة
حسست على جيبي بحركة لا ارادية..فانتبهت وادركت فداحة الموقف
توجهت مسرعا صوب محل الكشري المجاور للسوق واللي كانوا قايمين على ادارته جماعة من السلفيين يعلو وجههم السماحة والطيبة واشتريت كيسين كشري كل كيس ب٥ جنيه ثم اشتريت رغيفين عيش و روّحت.
فضّيت كل كيس في رغيف وقعدت اكل وانا باتفرج على فيلم Deadpool واضحك على الفيلم وعلى حالي وعلى الزمن والحياة و...
وإكسير الحياة.
0 التعليقات